| ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: ~\ علـوم القرآن الكريـم //~ الخميس 31 يوليو 2008, 22:35 | |
|
المصدر: كتاب مباحث في التفسير وعلوم القران مقرر التفسير بالكليات العملية جامعة الأزهر الطبعة الأولى 1428_ 1429 2007_2008
تعريف علوم القرآن وموضوعة وفوائده
1. علوم القرآن، هي علوم تتألف من مباحث، هذه المباحث تتعلق بالقرآن الكريم، من ناحية نزوله، كمعرفة أول ما نزل منه أو من حيث أسباب نزول بعض آياته أو ما نزل من قبل الهجرة وما نزل منه بعد الهجرة أو ما نزل قبل الهجرة يُسمى: بالقران المكي، وما نزل بعد الهجرة يسمى: بالقران المدني، أو من ناحية كتابته وجمعه ورسمه أو من جهة: إعجازه وأسلوبه وأمثاله وقصصه أو من ناحية: تفسيره وتوضيح ألفاظه ومعانيه. وكل مبحث من هذه المباحث المتنوعة قد الفت فيه المؤلفات بعضها مختصر وبعضها مفصل تفصيلا واسعا.
2. وموضوع علوم القران: هو القران الكريم ذاته من هذه النواحي السابقة التي تتعلق بآياته وسوره وأسباب نزوله ومكيه ومدنيه.ولعل السر في أن العلماء قد سموا هذا العلم: علوم القران ولم يسموه: بعلم القران لان كل مبحث من هذه المباحث التي اشرنا إليها يُعد علما قائما بذاته.
فمثلا مبحث: (إعجاز القرآن) يُعد علما قائما بذاته وقد أُلفت فيه مؤلفات شتى، ومبحث المكي والمدني من القران يُعد أيضاً علما قائما بذاته. ومبحث المحكم والمتشابه من القران يُعتبر كذلك علما مستقلا... فلما كانت العلوم التي ألفها العلماء لخدمة القران علوما متنوعة سمي هذا العلم: بعلوم القران وليس بعلم القران.
3. ومن فوائد معرفة علوم القران أنها تعطينا صورة متكاملة عن القران الكريم من حيث نزوله وتفسيره وجمعه وكتابته وعندما تكتمل في أذهاننا هذه الصورة تزداد قداسة القران الكريم في نفوسنا وتزداد معرفتنا بهدايا ته وبآدابه وبأحكامه وبتشريعاته كما أن معرفتنا بعلوم القران تجعلنا نستطيع أن نرد على الشبهات الباطلة التي أثارها الجاهلون والحاقدون حول القران الكريم وتجعلنا نعرف ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر فيمن يتعرض لتفسير القران الكريم وفيمن يتعرض للحديث عن أوامره ونواهيه.
كذلك معرفة علوم القران الكريم تجعلنا ندرك مدى الجهد الفائق الذي بذله العلماء لخدمة القران الكريم إذ أن منهم من كتب في تفسيره ومنهم من كتب في ناسخه ومنسوخه ومنهم من كتب في إعجازه ومنهم من كتب في قراءاته ومنهم من كتب في غير ذلك من الموضوعات الخاصة بخدمة القران الكريم
عدل سابقا من قبل Smile في الإثنين 04 أغسطس 2008, 23:19 عدل 4 مرات | |
|
| |
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ الخميس 31 يوليو 2008, 22:44 | |
| تعريف بالقران الكريم وبأسمائه ومقاصده
القران الكريم هو كلام الله المعجز،المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في المصاحف،المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته.
ولفظ القران_من حيث اللغة_ مصدر للفعل (قرأ) بمعنى: تلا،ثم نُقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسماً لكلام الله_تعالى_ من باب إطلاق المصدر على مفعوله. وقد ورد لفظ القران: بمعنى القراءة كما في قوله تعالى:
( لا تُحركْ بِهِ لِسانكَ لتعْجل بِهِ * إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ و قُرآنَهُ) "القيامة آية رقم61و17 أي: وقراءته عليك
(فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) القيامة آية رقم 18 أي: فإذا قرأناه عليك بواسطة جبريل فاتبع قراءته بدون تعجيل.
وللقرآن الكريم أسماء كثيرة منها: أ . الفرقان: لتفرقته بين الحق والباطل، قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) الفرقان. ب .الكتاب: قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا) الكهف. ج .الذكر: قال تعالى { وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون} الأنبياء. د. التنزيل: قال تعالى{ وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين} الشعراء.
هذه أشهر أسماء القرآن الكريم وقد ذكر له بعض العلماء أسماء أُخرى إلا أنها في الحقيقة صفات له وليست أسماء.
أما المقاصد التي من أجلها أنزل الله القرآن الكريم فمن أهمها: أولا: أن يكون هداية للناس يهديهم إلى ما يُسعدهم في دنياهم وآخرتهم.
وهداية القرآن الكريم لها مميزات تمتاز بها عن غيرها من أهمها: أنها هداية: عامة وتامة وواضحة.
(أ) أما عمومها: فلأنها شملت الإنس والجن في كل زمان ومكامن. قال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوضح ذلك لمن أرسل إليهم: {قل أي شيء أكبر شهادةً * قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} 19. الأنعام.
أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يخاصمونك فيما تدعوا إليه، قل لهم: أي شيء في هذا الوجود شهادته أكبر شهادة وأعظمها بحيث تقبلونها عن تسليم وإذعان، ثم أمره أن يُجيبهم على هذا السؤال بالحقيقة التي لا يُماري فيها عاقل وهي: أن شهادة الله هي أكبر شهادة وأقواها وأزكاها، لأنها شهادة من يستحيل عليه الكذب أو الخطأ وقد شهد _سبحانه_ بصدقي فيما أبلغه عنه، فلماذا تعرضون عن دعوتي وتتنكبون الطريق المستقيم؟
ثم بين_سبحانه_ أن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: صلى الله عليه وسلم {وأُحي إليّ هذا القرآن لأُنذركم به ومَنْ بلَغ}الأنعام.
أي: أن الله تعالى قد أنزل عليّ هذا القرآن عن طريق وحيه الصادق، لأُنذركم به يا أهل مكة، ولأنذر به_ أيضاً_ جميع ما بلغه هذا القرآن الكريم، ووصلت إليه دعوته من العرب والعجم، في كل زمان ومكان إلى يوم القيامة. وهذه الجملة تدل على عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، كما تدل على: أن أحكام القرآن تشمل الموجودين وقت نزوله، وبلغتهم دعوته، ولم يروا النبي صلى الله عليه وسلم.
ففي الحديث الشريف: [بلغوا عن الله، فمن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله]. وعن محمد بن كعب قال: "من بلغه القرآن الكريم فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم".
كذلك من الآيات التي تدل على عموم هداية القرآن الكريم قوله تعالى: { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} 158 الأعراف.
(ب) أما تمامها: فلأنها احتوت على أجمع وأكمل ما عرفت البشرية من أمور يحتاج إليها الناس في عقائدهم وأخلاقهم وعباداتهم ومعاملاتهم ، ونظمت علاقة الفرد بربه وبالكون الذي يعيش فيه ووفقت بطريقة حكيمة بين مطالب الروح، ومطالب الجسد بحيث لا يطغي جانب على جانب وسبيلها في ذلك قوله تعالى: {وابتغي فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا} 77 القصص
وقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الآية:31. سورة الأعراف].
وقوله تعالى: { فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} 10 الجمعة.
(ج) وأما وضوح هذه الهداية: فإنه يتجلى في عرضها للموضوعات والقضايا عرضاً رائعاً مؤثرا توافرت فيه كل وسائل الإيضاح، وعوامل الإقناع بأسلوب فريد في بلاغته وحسن بيانه.
ونستطيع أن نلمس ذلك بوضوح في كل ما جاء فيه: من قصص، وأمثال وتشريعات وعقائد وأخلاق وتوجيهات تتناول كل شؤون الدين والدنيا.
وصدق الله إذ يقول: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر23
ثانياً: الإعجاز:
بمعنى أن يكون القرآن معجزة خالدة للنبي صلى الله عليه وسلم تشهد بصدقه فيما يُبلغه عن ربه. والدليل على إعجاز القرآن لسائر البشر_ أي: عجزهم عن أن يأتوا بما تحداهم به_ أن القرآن تحداهم أن يأتوا بمثله فما استطاعوا. قال تعالى: {فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين} 34 الطور
ثم تحداهم بأن يأتوا بعشر سور من مثله فلم يفلحوا. قال تعالى: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين} 13 سورة هود.
ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة واحدة من مثله فعجزوا. قال تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعو شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين} 23 البقرة. وإذا كان العرب وهم أرباب البلاغة والفصاحة _ قد عجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثل القرآن فغيره أشد عجزا. وبذلك ثبت أن القرآن من عند الله: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً} النساء: 82
ثالثا التعبد بتلاوته: بمعنى أن المسلم من الواجب عليه أن يُكثر من تلاوة القرآن لأن هذه التلاوة ترفع درجاته وتمحوا سيئاته وتهذب أخلاقه وتشرح صدره.
قال تعالى: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور} 29 سورة فاطر. وفي الحديث الشريف: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنه والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"
وفي حديث ثان: "أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن"
وفي حديث ثالث: "الماهرُ بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقٌ له أجران" | |
|
| |
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ الخميس 31 يوليو 2008, 22:53 | |
| آيات القران وسوره
1. تطلق الآية في اللغة بإطلاقات، منها: المعجزة، كما في قوله تعالى: "سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بينة ومن يُبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب" 211 البقرة" أي: معجزة واضحة.
ومنها: العلامة، كما في قولة سبحانه: {وقال لهم نبيهم إن آية ملكه}" 248 البقرة". أي: علامة ملكة.
ومنها: العبرة والعظة كقولة تعالى: "إن في ذلك لآية"248 البقرة" أي: لعبرة وعظة.
ومنها الأمر العجيب كما في قوله تعالى: {وجعلنا ابن مريم وأمة آية } "50 المؤمنون". أي أمراً عجيباً.
ومنها البرهان والدليل نحو قوله تعالى: { ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم[/"22 الروم" أي: ومن براهين قدرته خلق السموات والأرض.
2. والمقصود بالآية القرئانية: طائفة من الحروف، أو الكلمات لها مبدأ، ولها نهاية، ومندرجة في سورة من سور القرآن الكريم.
3. ومعرفة أوائل الآيات ونهايتها مرجعة إلى ما حفظه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الشأن في ترتيب هذه الآيات القرآنية في سورها. فقد انعقد إجماع الأمة على أن ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذي نراه اليوم في المصاحف، كان بتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لا مجال للرأي و الاجتهاد فيه، بل كان جبريل ينزل بالآيات أو بالآية على الرسول صلى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها ثم يقرؤها صلى الله عليه وسلم على أصحابه ويأمر من كتب عنه من أصحابه بكتابتها في الموضع الذي يُحدده لهم.
4.وعدد آيات القرآن "6220 آية" تقريباً.
5. ومن فوائد معرفة الآيات القرئانية: حسن الوقوف على أوائل الآيات فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع _في كثير من الأحيان_ قراءته آية، آية يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم} "1 الفاتحة"
ثم يقف: {الحمد لله رب العالمين} "2 الفاتحة" ثم يقف: وهكذا كانت معظم قراءته للقرآن الكريم.
6. أما السورة القرئانية فهي : طائفة مستقلة من آيات القرآن لها مبدأ ولها نهاية وهي مأخوذة من سور المدينة لأنها تحيط بآياتها كما يحيط السور بما في داخله.
وعدد سور القرآن الكريم "114سورة".
7. وهي تنقسم إلى أربعة أقسام:الطوال، والمئين، والمثاني، والمفصل.
أما السور الطوال فهي: سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة. والسور المئون: هي السورة التي تزيد آياتها على مائة آية كسورة النحل وسورة يوسف.
والسور المثاني: وهي التي تلي المئين في عدد الآيات كسورة الحج وسورة الفرقان.
وأما السورة المفصل: فهي السور التي تمتاز بالقصر كالسور التي في أواخر القرآن الكريم كسورة الجمعة وسورة الحاقة وسورة الضحى.
8. ولتقسيم القرآن إلى سور فوائد:
منها: تيسر حفظه وتشويق القارئين إلى مُدارسته لأنه لو كان سورة واحدة لصعب عليهم أن يحفظوه ولأعياهم فهمه.
ومنها: الدلالة على موضوع الحديث ومحور الكلام فإن لكل سورة موضوعا بارزاً تتحدث عنه بصورة أكثر تفصيلا من غيرها.
ومنها الإشارة إلى أن طول السورة ليس شرطاً في إعجازها بل هي معجزة حتى ولو بلغت الغاية في القصر كسورة الكوثر.
هذا والراجح أن ترتيب سورة القرآن توقيفي أي أنه لم توضع سورة مكانها إلا بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم. | |
|
| |
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ الخميس 31 يوليو 2008, 23:17 | |
| أول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن... يحتوي على زيادات من كتاب أزهري آخر
1. المرجع في معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن هو النقل عن الصحابة فهم الذين شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوا منه اول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن ثم أخبرونا بما سمعوه في ذلك منه صلى الله عليه وسلم.
2. ومن فوائد معرفة أو ما نزل وآخر ما نزل : تميز الناسج من المنسوخ وذلك فيما إذا وردت آيتان أو آيات في موضوع واحد وكان الحكم في إحدى هذه الآيات يغاير الحكم في الأخرى فإننا في هذه الحالة نعرف أن الآية المتأخرة في النزول قد نسخت الآية المتقدمة. مثال من كتاب آخر:
{ قال تعالى: والذين يتوفون منك ويذرون أزواج يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا} أي: على المرآة المتوفى عنها زوجها أن تنتظر أربعة أشهر وعشرا في عدتها
وقال تعالى في آية أخرى: { والذين يتوفون منك ويذرون أزواج وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج} أي أن المرأة المتوفى عنها زوجها عليها أن تنتظر في عدتها حول كامل.
*والمتأمل في الآيتان الكريمتان سيشعر أن هناك تعارض في القرآن وحاشاه فسيقف متسائلاً: هل تنتظر 4 أشهر وعشرة أيام أم تنتظر حول كامل، لذا فإن علم الناسخ والمنسوخ يقول المتأخر ينسخ المتقدم.
كذلك من فوائد هذه المعرفة: الوقوف على التاريخ التشريع الإسلامي وملاحظة سيره التاريخي وتدرجه في تربية الناس برفق وهوادة. من كتاب آخر: ومن مظاهر ذلك التدرج أن حرم الخمر وأكل الربا بالتدريج: "فقالت السيدة عائشة لو نزل لا تقربوا الزنا مرة واحدة ولا تقربوا الخمر لقالوا لا ندع الزنا ولا نترك الخمر" ولنرى سويا التدرج في تحريم الخمس والذي جاء على خمس مراحل:
أ. قال تعالى:" ومن ثمرات النخيل تتخذون منه سكراً ورزقاً حسنا" فبين اننا نأخذ من الخمر السكر والرزق الحسن
ب. قال تعالى:" ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما...} فبين أن الإثم على الشارب والمنفعة للبائع الذي يبيع ويكسب
ت. قال تعالى :" ولا تقربوا الصلاة وأنتم سُكارى"
ث. قال تعالى:" يأيها الذين امنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"
ج. المرحلة الأخيرة والحاسمة:" إنما يريد الشيطان أن يُقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون" فقال عمر : انتهينا. أ.هـ
أما التدرج في تحريم التعامل بالربا فمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: قال تعالى: "وما أُتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما أوتيتم من زكاة تريدون وجه الله فألئك هم المضعفون"
المرحلة الثانية: قال تعالى:" يأيها الذين امنوا لا تأكلوا الربا أضعاف مضعفة..."
المرحلة الثالثة والحاسمة: قال تعالى:" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا".
كذلك من فوائد هذه المعرفة: بيان مدى العناية التي قام بها الصحابة في خدمة القرآن الكريم حتى لقد عرفوا زمان نزوله ومكانه وملابسات هذا النزول وأسبابه وغير ذلك مما يتعلق بنزول القرآن الكريم.
3. أما عن أول آية نزلت وآخر آية فسأعرضه لكنه من كتاب آخر
أولا: أول ما نزل
- أولية مطلقة: وهي صدر سورة العلق أي ليس قبلها قرآن. عندما نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء وهو يتعبد، فقال له: اقرأ. فقال: ما أنا بقارئ. فقال: اقرأ. فقال له صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ. فقال جبريل: اقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق... وقيل أن جبريل نزل على النبي بديباجة مكتوب عليها صدر سورة العلق ثم أمره أن يقرأ فقال: ما أنا بقارئ....وهكذا إلى أن قرأ عليه صدر سورة العلق.
- أولية نسبية: وهي " يأيها المدثر" لأن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتور الوحي في غار حراء حيث سمع النبي صوتاً ]فالتفت يمينا ويسارا فوجد جبريل يقول له:" يأيها المدثر" كما تعتبر سورة الفاتحة وبسم الله الرحمن الرحيم من أوائل ما نزل.
ثانياً: آخر ما نزل
- أخروية مطلقة: وهي قولة تعالى:" واتقوا يوما تُرجعون فيه إلى الله ثم تُوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون" لأنها نزلت قبل وفاة النبي بتسع ليالي.
- أُخروية نسبية: وهي قوله تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". لأنها نزلت قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بثلاث شهور بعرفة في حجة الوداع...ا.هـ
والمراد بإكمال الدين وإتمام النعمة: إكمال تشريعاته التي تتعلق بالعبادات والمعاملات وغير ذلك من الأحكام وإظهارها على الدين كله ولو كره الكافرون
ولا شك أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وتغلب على الشرك وحزبه وعلى الكفر وجنده.
عدل سابقا من قبل Smile في الخميس 31 يوليو 2008, 23:45 عدل 1 مرات | |
|
| |
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ الخميس 31 يوليو 2008, 23:35 | |
|
المكي والمدني من القرآن الكريم يتم الاستعانة بكتاب آخر أزهري
تعريف المكي والمدني:
1. باعتبار المكان: ما نزل في مكة فهو مكي وما نزل في المدينة فهو مدني ويدخل في كلاً من مكة والمدينة ضواحيهما.
التعليق: هذا التعريف غير ضابط ولا حاصر لأن هناك سور من القرآن لم تنزل لا في مكة ولا في المدينة بل نزلت في أسفار النبي صلى الله عليه وسلم مثل قوله تعالى: " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد" سورة القصص وهناك من الآيات ما نزل في الحديبية وفي بدر وفي أحد وفي تبوك
2. باعتبار الزمان: ما نزل قبل الهجرة فهو مكي وما نزل بعد الهجرة فهو مدني، ويدخل في ذلك ما نزل سواء في مكة أو المدينة أو غيرهما.
التعليق: هو اضبط التعريفات وأصحها. مثال: قال تعالى:" اليوم أكملت لكم دينك وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام دينا" آية مدنية بالرغم من نزولها في مكة بعرفة يوم حجة الوداع. مثال آخر: قال تعالى:" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها" مدنية مع أنها نزلت بمكة في جوف الكعبة عام الفتح الأعظم" .
3. باعتبار المخاطب: خطاب أهل مكة يختلف عن خطاب أهل المدينة فلو كان الخطاب بيايها الناس فهو مكي وما كان بيايها الذين امنوا فهو مدني. ويأيها الناس: لأنهم ليس لهم صفة حينئذٍ ويأيها الذين امنوا: لان الناس صُنفوا إلى مؤمنين ومشركين ومنافقين.
التعليق: ليس كل آيات القرآن بهذا الخطاب كما أن هناك آيات بيايها الناس وهي مدنية وآخري بيايها الذين امنوا وهي مكية. مثال: سورة النساء مدنية وتحتوي على آيات بيايها الناس ،وسورة البقرة والحج مكيتان وتحتوي على آيات بيايها الذين امنوا.
كيفية معرفة المكي والمدني من القرآن وما اعتمد عليه العلماء في ذلك: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل لنا إن هذه السورة مكية أو مدنية، لأنه ليس فرض على الأمة بل على المتخصصين. لكن من بلغنا ذلك هم الصحابة رضوان الله عليهم فمن كثرة حبهم للقرآن ومعاشرتهم للرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفتهم بالوحي وبأحوال نزوله لكل هذا بدئوا يدونون ذلك العلم.
فعن طريق السماع النقلي والقياس الإجنهادي نستطيع معرفة المكي والمدني من القرآن
فالسماعي النقلي هو: إن الصحابة اهتموا بذلك العلم وغيرهم من التابعين والدليل على ذلك الدليل: قال ابن مسعود رضي الله عنه" والله الذي لا اله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا اعلم أين نزلت وفي أي شيء نزلت ولو اعلم أن احد اعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه" وهذا خير دليل على اهتمامهم بذلك العلم. الدليل الثاني: سأل أحد التابعين عكرمة رحمه الله أين نزلت هذه الآية ؟ فأشار مُجيبا: في جبل سلع.
والقياسي الاجتهادي هو: معرفة الشيء ثم القياس عليه ثم الاجتهاد أي إعمال الفكر
وهناك ضوابط لفظية يُعرف بها القرآن المكي عن المدني
أولا الضوابط اللفظية التي تبين القرآن المكي، منها: 1. كل سورة فيها لفظ (كل) فهي مكية .لأنه لفظ يدل على القوة والشدة والعنف وهذا دليل على إعجاز القرآن لأنه معروف أن أهل مكة كانوا جبابرة غير أهل المدينة وأهل فصاحة أيضا. فكل من كان ذا للسان فصيح يحتاج إلى بلاغة في القران، لذا فإن النصف الأخير من القرآن مليء بالألفاظ القوية وآياته قصيرة. فكل سورة ذات الفاظ قوية و فصيحة وآيات قصيرة وموجزة فهو مكي . ولفظ (كلا) تكرر 33 مرة في15 سورة. 2. إن كل سورة فيها سجدة فهي مكية. 3. إن كل سورة بدئت بحرف من حروف التهجي، فهي مكية معدا سورة البقرة وآال عمران. 4. إن كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم السابقة فهي مكية سوى سورة البقرة.
أما ضوابط القرآن المدني فمن أهمها:
1. إن كل سورة تتحدث باستفاضة عن الحدود والتشريعات المتنوعة فهي مدنية.
2. أن كل سورة ذات آيات طويلة ومسهبة فهي مدنية لان أهل المدينة ليسوا أهل فصاحة وهذا دليل على إعجاز القرآن أيضاً لأنه خاطبهم بلغتهم .
3. أن كل سورة تتحدث عن الجهاد وأحكامه فهي مدنية.
4. أن كل سورة تتحدث بالتفصيل عن المنافقين وأحوالهم وصفاتهم فهي مدنية.
*أي: أن القرآن المكي يهتم اهتماما بارزا بإقامة الأدلة على وحدانية الله، وعلى صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ونبذ الشرك والوثنية وتسفيه عقول المشركين وعلى أن يوم القيامة والبعث حق لأنهم يعتقدون انه لا حياة أخرى بعد الموت ، كما يهتم بإيراد شبه المشركين والدر عليها بما يُبطلها.
*ويهتم بتخويفهم من العقاب ووعدهم بالثواب لو استجابوا
*ويتكلم عن العادات القبيحة في العصر المكي مثل هتك الأعراض واكل مال اليتيم وسفك الدماء والربا ووأد البنات
*كما تكلمت عن أمهات الفضائل أي دعوة المجتمع إلى إكرام الضيف وطاعة الوالدين وصلة الرحم والرحمة والإخلاص والمحبة ونظافة الألسنة وطهارة القلب وحسن الجِوار.
*أما القرآن المدني فنراه يهتم اهتماماً باراً بالحديث عن التشريعات المتنوعة التي منها ما يتعلق بالحلال والحرام ومنها ما يتعلق بالعبادات والمعاملات والأسرة إلى غير ذلك من الأحكام كذلك يهتم بالحديث عن دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام ومناقشتهم في عقائدهم الباطلة وتحريفهم للكتب السماوية التي انزلها الله على موسى وعيسى عليهما السلام
*كما اهتم بالحديث عن المنافقين المتمركزين في المدينة والذين لم يكن يعرفهم الرسول في بادئ الآمر قال تعالى:" وممن حولكم من أهل المدينة منافقين مرضوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم".
*والسور المدنية 20 سورة معظمها يمتاز بطول آياتها وطول سورها. وأما السور المكية فعددها 82 سورة منها الطويل ومنها المتوسط ومنها القصير وهناك 12 سورة منها ما يغلب عليها القرآن المكي ومنها ما يغلب عليها القرآن المدني وبذلك يكون عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة
| |
|
| |
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ الخميس 31 يوليو 2008, 23:55 | |
| أسباب النزول
1. نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم في مدة تصل إلى ثلاثة وعشرين عاما، وكان نزوله لإخراج الناس من ظلمت الجاهلية إلى نور الإسلام. وأكثر آيات وسوره نزلت للهداية ولسعادة الإنسان في حاضرها ومستقبلها ومنها ما نزل لبيان ما هو حق في أحداث خاصة حدثت بين المسلمين أو بينهم وبين غيرهم أو للإجابة على أسئلة سألها بعض الناس للنبي صلى الله عليه وسلم كالآيات التي نزلت في أعقاب حديث الإفك الذي أشاعه المنافون عن السيدة عائشة رضي الله عنها أو كالآيات التي نزلت عندما حاول الصحابي حاطب بن أبي بلتعة إخبار أهل مكة بان الرسول صلى الله عليه وسلم ينوي فتح مكة أو سؤال بعض الناس للرسول صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة فنزل قوله تعالى:" يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا" سورة الأحزاب آية 63 .
2. وقد ألف في أسباب النزول عدد من العلماء منهم علي بن المديني المتوفى سنة 224 هـ ومنهم: أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي المتوفى سنة 427 هـ فقد ألف كتاب اسماه "أسباب النزول" ، ومنهم: شيخ الإسلام الحافظ بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ صاحب كتاب "فتح الباري" ، ومنهم: الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة 911 هـ فقد ألف كتاب في هذا الموضوع و سماه "لُباب النقول في أسباب النزول" ويعد هذا الكتاب من أشهر الكتب التي ألفت في هذا العلم ، فقد طُبع أكثر من طبعة.
3. والطريق لمعرفة نزول الآية والآيات لا يكون إلا بواسطة النقل عن الصحابة الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم و وقفوا على الأحوال والمُلابسات التي أحاطت بنزول الآيات ، وسمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يسمعه غيرهم فمنهم وحدهم يؤخذ هذا العلم.
فهم الذين أخبرونا أن الآيات التي وردت في مطلع سورة المجادلة قد نزلت في شأن السيدة خولة بنت ثعلبة عندما قال لها زوجها : أنت عليَ كظهر أمي وذهبت تشكو الى الرسول صلى الله عليه وسلم ما دار بينها وبين زوجها فنزل قوله تعالى:" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير " (المجادلة:1) وهم الذين أخبرونا أن بعض الصحابة بعد أن دخل في الإسلام تحرج من شرب الخمر فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم شربها وقال:< اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافيا> فنزل قوله تعالى:" يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما و يسألونك ماذا يُنفقون قل العفو" (البقرة:219) ثم نزلت آيات أخرى بعد ذلك حرمت شرب الخمر تحرياً قاطعاً إلى يوم القيامة.
4. ولمعرفة سبب نزول الآية أو الآيات فوائد، أهمها:
(أ) الاستعانة على فهم الآية، أو الآيات فهماً صحيحاً لان المسلم إذا عرف سبب نزول الآية أو الآيات عرف معرفة خالية من اللبس والخلط. ولذا قال الإمام الواحدي –رحمه الله-: < لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها>. وقال الإمام ابن دقيق العيد –رحمه الله-:< وبيان سبب النزول طريق قوي في فهم معان لقرآن> وقال الإمام ابن تيمية –رحمه الله-:< لمعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فان العلم بالسبب يُورث العلم بالمسبب>.
ومن أمثلة ذلك أن عروة بن الزبير فهم أن السعي بين الصفا والمروة لا حرج على من يفعله: لان الله تعالى يقول:" إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أَو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم "(البقرة:158) فأفهمته السيدة عائشة رضي الله عنها أن الآية نزلت فيشأن الأنصار ، فقد كانوا قبل أن يدخلوا في الإسلام يتمسحون بصنمين احدهما عند الصفا والآخر عند والمروة فلما دخلوا في الإسلام كرهوا السعي بين الصفا والمروة ، لأنه يُذكرهم بما كانوا يفعلونه في الجاهلية من التمسح بالصنمين اللذين كانا في هاذين المكانين، فأنزل الله تعالى هذه لآية رفعاً للحرج عنهم ، وكأنه سبحانه يقول لهم: أدوا شعيرة السعي بين الصفا والمروة لأنها ركن من أركان الحج والإسلام يقطع ما قبله من أفعال الجاهلية كما قال تعالى:" قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " سورة الأنفال/38 .
ثم قالت-أيضاً- إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سعى بينهما وأمر أصحابه وأتباعه بذلك، فعليه أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم و بأصحابه وهنا رجع عروة إلى قول السيدة عائشة رضي الله عنها.
(ب) كذلك من فوائد معرفة أسباب النزول الآية أو الآيات، معرفة حكمة الله تعالى على التعيين فيما شرعه من أحكام عن طريق القرآن الكريم وفي هذه المعرفة منفعة للمسلمين ، لكي يزدادوا إيمانا على إيمانهم ، وثباتاً على ثباتهم ومنفعة –أيضاً- لغير المسلمين قد تسوقهم إلى الهداية إلى الصراط المستقيم والى أن يفهموا ويدركوا ما اشتملت عليه شريعة الإسلام من عدالة وإحقاق للحق، وإبطال للباطل فمثلاً عندما يعلم غير المسلم أن القرآن الكريم يأمر أتباعه أن يلتزموا العدل مع العدو ومع الصديق ، مع الني ومع الفقير ، مع القريب ومع البعيد ، سيحكم –إن كان منصفاً- أن هذه لشريعة هي من عند الله تعالى، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن ربه واستمع الى قول الله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" (المائدة، 8) | |
|
| |
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ الجمعة 01 أغسطس 2008, 00:03 | |
| لماذا نزل القرآن منجما؟ (مفرقا)
نحن نعلم أن القرآن الكريم قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في مدة تزيد على العشرين عاماً، وقد ذكر العلماء حكماً وأسرار لنزول القرآن منجماً ، من أهمها ما يلي:
1. تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتقوية قلبه، وقد اتخذ هذا التثبيت صوراً متعددة: منها: بيان ما جرى للأنبياء مع أقوامهم، وكيف أن هؤلاء الأنبياء قد تعرضوا لألوان من الأذى، ولكنهم صبروا حتى جاءهم نصر الله. قال تعالى:" و كلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك " سورة هود - آية 120. قال تعالى:" فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسول" سورة الأحقاف- آية 35 قال تعالى::" كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ* أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ" سورة الذاريات – آية 53.
ومنها: بيان أن الله تعالى عاصمه من كيد أعدائه. قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتِهِ واللهُ يعصِمُكَ منَ الناسِ" سورة المائدة – آية67. قال تعالى:" واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم" سورة الطور – آية 48
ومنها: بيان أن العاقبة ستكون له و لأتباعه كما في قوله تعالى: "انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياه الدنيا ويوم يقوم الاشهاد" سورة غافر – آية 51 ومنها: أمره بعدم التفجع عليهم، لعدم إيمانهم كما في قوله تعالى: " فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون"
2. التدرج في تربية الأمة: ويجب أن نعرف أن هذا التدرج كان في أمور تتعلق ببعض العادات، والمعاملات، والمآكل والمشارب. اما ما يتعلق بالعقائد والأخلاق فلم يكن فيه تدريج وإنما حسمه القرآن من أول يوم بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم حيث امر المشركين من اول يوم من بعثته بعبادة الله تعالى والتحلي بالأخلاق الكريمة.
ومن مظاهر هذا التدرج انه لم يحرم عليهم شرب الخمر في يوم وليلة وإنما حرمه عليهم بالتدرج.
كذلك الحال بالنسبة لتحريم التعامل بالربا فانه لم يحرمه دفعة واحدة وانما حرمه على مراحل بدأ اولها بقوله تعالى: " وما أُتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما أوتيتم من زكاة تريدون وجه الله فألئك هم المضعفون" الروم .39 ثم كانت المرحلة الثانية في قوله تعالى:" يأيها الذين امنوا لا تأكلوا الربا أضعاف مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون" آل عمران.130 ثم كانت المرحلة الثالثة والحاسمة في التحريم في قوله تعالى:" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا". البقرة.275
كذلك يتجلى هذا التدرج في فرض العبادات فقد بدأ-سبحانه- بالصلاة ثم بالزكاة ثم بالصيام ثم بالحج.
3. الإجابة على أسئلة السائلين: فقد وجهت الى النبي صلى الله عليه وسلم أسئلة منها ما كان من المشركين و منها ما كان من المؤمنين و منها ما كان من اهل الكتاب. وفي القرآن الكريم آيات كثيرة جائت بصيغة السؤال من ذلك قوله تعالى:" يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو " البقرة. 219
و قوله تعالى:" ويسئلونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكراً" الكهف، 83
و قوله تعالى:" يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله" الأحزاب، 63 و قوله تعالى:" و يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي و ما أُوتيتم من العلم الا قليلا" الإسراء، 58
الى غير من الأسئلة التي وجهت الى النبي صلى الله عليه وسلم في أوقات مختلفة وأزمان متفاوتة وقد أجاب القران عنها بما يشهد بأنه من عند الله تعالى.
4. الحكم في قضايا وأحداث اختلف الناس في شأنها. فانه من المعروف أن الأيام مليئة بأحداث المتعددة والقضايا المتنوعة التي كثيرا ما يشوبها الغموض فكان القران ينزل ليبين الحكم الحق فيها ومن أمثلة ذلك حديث الافك الذي افتراه المنافقون ضعاف الايمان على السيدة عائشة رضي الله عنها فنزل القران ببراءتها في اكثر من عشر آيات بدأت بقوله تعالى :" إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم " (النور:11) . الى قوله تعالى:" الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيِّباتُ للطّيِّبين والطَّيِّبون للطَّيِّبات أولئك مُبرَّئون ممّا يقولون لهم مَّغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ" (النور:26)
ومن أمثلة ذلك قصة الرجل الذي سرق درعاً ثم أودعها عند غيره ، فلما ضُبط الشيء المسروق ادعى لسارق الحقيقي انه لم يفعل ذلك فنزل قوله تعالى:" إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 106 وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا 107 يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا 108 هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً 109 وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا 110 وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا 111 وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا 112 وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا 113 " النساء 5. إعلام المؤمنين بما بيته لهم أعدائهم من مكر واذى. ومن ذلك قوله تعالى:" مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ" النساء،46
و قوله تعالى:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ" النساء، 60
6. لفت أنظار المؤمنين إلى أخطائهم حتى لا يعودوا إليها. ومن أمثلة ذلك ما حكاه القران عما حصل من المؤمنين في غزوة احد، حيث إن بعضهم د خالفوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فترتب على ذلك أن أصيبوا بالهزيمة. قال تعالى:" أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم " آل عمران، 165 وما حكاه عما حدث من احد المؤمنين حيث افشي للمشركين ما قصده الرسول من فتح مكة فنزل قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ" الممتحنة،1.
7. الإرشاد إلى مصدر القران وانه كلام الله وحده. وبيان ذلك أن القران تقرؤه من أول آية نزلت منه إلى آخر آية فتراه جميعه محكم السرد دقيق السبك متين الأسلوب بليغ التراكيب فصيح الألفاظ. بينما نجد أن أساليب الناس في كتاباتهم تختلف قوة وضعف من وقت لآخر وهذا من أوضح الأدلة على أن هذا القران من عند الله. "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا. " 82" النساء.
8. تيسير حفظ القرآن الكريم. فانه من الواضح انه لو نزل الْقُرْآنَ مرة واحدة لشق على المسلمين ان يحفظوه وان يفهموه... فكان من حكمة الله تعالى أن ينزله مفرقا ليسهل عليهم حفظه ويتهيأ لهم استظهاره وفهمه. والى هذا المنى أشار الْقُرْآنَ الكريم بقوله:" وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا " الإسراء، 106 هذه بعض الحكم والأسرار التي من اجلها انزل الله تعالى القران مفرقا على نبيه صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ الجمعة 01 أغسطس 2008, 00:07 | |
| جمع القرآن وكتابته
1. لفظ <جمع القرآن> تارة يُقصد به حفظه في الصدور، و تارة يُقصد به كتابته في الأشياء التي يُمكن الكتابة فيها. أما جمع القرآن بمعنى حفظه واستظهاره في القلوب فقد كان المقصود الأعظم للرسول صلى الله عليه وسلم ولأصحابه فقد كان صلى الله عليه وسلم ينزل عليه القرآن مفرقا على حسب الحوادث والنوازل فيتلقاه بشوق، وشدة اهتمام لدرجة أنة صلى الله عليه وسلم كان أحياناً يحاول أن يسبق جبريل في النطق بالآية أو الآيات قبل أن ينتهي جبريل من النطق بها.
يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم استعجالاً لحفظ القرآن وجمعه في قلبه، ومخافة من أن تفوته كلمة أو يفلت منه حرف واستمر على ذلك إلى أن طمأنه خالقه –عز وجل- إلى أنه سيجمع له القرآن في قلبه ونهاه عن تعجل القراءة قبل أن ينتهى جبريل من قراءته عليه، فقال تعالى: { لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} القيامة، 18. أي: لا تحرك أيها الرسول الكريم لسانك بقراءة القرآن قبل أن ينتهي جبريل من قراءته عليك فإننا –بفضلنا ورحمتنا- قد تعهدنا بجمع القرآن في قلبك وبقراءة جبريل للقرآن عليك، فإذا قرأه جبريل عليك فاتبع قراءته ونحن علينا أن نوضح لك ما خُفي عليك منه. وشبيه بهذه الآيات قوله تعالى: { فتعلى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما} طه، 114.
2. أما أصحابه صلى الله عليه وسلم فقد كان حفظ القرآن هو محل اهتمامهم الأول ولم يشغلهم عن حفظه مال أو ولدبل كانوا يتنافسون في حفظه في قلوبهم، ويتسابقون إلى مدارسته وفهمه ويتفاضلون فيما بينهم على قدر ما يحفظون منه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشجعهم على ذلك تشجيعاً لا مزيد عليه ومن ذلك قولة صلى الله عليه وسلم :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه :" كان الرجل إذا هاجر دفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل منّا يُعلمه القران وكان يُسمع لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجة بتلاوة القرآن حتى أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخفضوا أصواتهم لئلا يتخالطوا". وقد ترتب على هذا الحب الشديد لحفظ القران الكريم أن كَثُرَ عدد الحُفاظ في العهد النبوي.
ومن هؤلاء الحفاظ للقرآن الكريم : الخلفاء الراشدون الأربعة وغيرهم، كطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي بن كعب و زيد بن ثابت رضي الله عنهم جميعاً.
والخلاصة: أن عدداً كبيراً من الصحابة كان يحفظ القرآن الكريم في حياة النبي الله صلى الله عليه وسلم أو يحفظ ما هو أقل من ذلك كل واحد منهم على حسب قدرته واستطاعته وإن كان الجميع يشتركون في حبهم للقرآن الكريم وفي حرصهم على حفظه والاستماع إليه.
3 . وجمع القرآن الكريم بمعنى: حفظه في الصدور لم يمنع الصحابة من كتابته بمقدار ما سمحت به وسائل الكتابة وأدواتها في عصرهم وقد تمت كتابة القرآن الكريم في ثلاث عهود:
العهد الأول: كان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم كُتاباً لما ينزل عليه من قرآن من خيرة أصحابه منهم الخلفاء الراشدون الأربعة ومنهم زيد بن ثابت وأُبي بن كعب وأبان بن سعيد وغيرهم. فعن بن عباس رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزلت صورة أو آية أو آيات استدعى بعض الكتاب فقال لهم:" ضعوا هذه السورة أو آية أو آيات في الموضع لذي يُذكر فيه كذا وكذا".
ومن الصحابة من كان يكتب ما يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم من قرآن أو من حديث نبوي شريف كعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ومنهم من كان يكتفي بما يحفظه في صدره لأنه كان أمياً لا يعرف القراءة والكتابة ، والصحابة في مجموعهم كانوا أميين لا يعرفون القراءة والكتابة وإنما كانوا يحفظون ما يحفظون من أنسابهم وتاريخهم وأشعارهم عن طريق ذاكرتهم الواعية التي حباهم الله تعالى إياها.
والخلاصة: أن القرآن الكريم في العهد النبوي حفظه بعض الصحابة في قلبه وأضاف بعضهم إلى جانب هذا الحفظ في الصدور الكتابة في السطور لكي يطابق المحفوظ المكتوب.
4. فلما لحق النبي صلى الله عليه وسلم بربه وتولى الخلافة من بعده أبو بكر رضي الله عنه وحدث ما حدث من حروب بين المسلمين وبين المرتدين عن الإسلام ترتبت على هذه الحروب ان استشهد عدد كبير من حفظة القرآن الكريم كما حدث في معركة اليمامة التي كانت في السنة الثانية عشر من الهجرة أي- بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنتي تقريباً- والتي استشهد فيها أكثر من سبعين من حفظة القرآن الكريم .
هنا جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقال له:" إن القتل قد اشتد في حفظة القرآن الكريم وإني اقترح عليك أن تكتب القرآن الكريم صيانة له بعد أن قُتل هذا العدد الكبير من القراء خلال حروبهم لمسيلمة الكذاب" فتردد أبو بكر في أول الأمر في تنفيذ ذلك إلا أن عمر بن الخطاب ألح عليه حتى أقنعه بهذه الفكرة: فكرة كتابة القرآن .
وبعد أن اقتنع أبو بكر الصديق رضي الله عنه بهذه الفكرة، استدعى زيد بن ثابت، وكان من أكثر الصحابة معرفة بالكتاب وحفظ للقرآن وكلفه بكتابة القرآن الكريم في الأوراق والصحف على حسب ما كان ميسرا لهم في زمنهم وساعد بعض الصحابة زيد في هذا العمل الجليل . وبعد أن أتم زيد بن ثابت كتابة القرآن سلم ما كتبه إلى أبو بكر الصديق ففظ أبو بكر هذه الصحف والأوراق التي كُتب عليها القرآن إلى أن لحق بربه فتسلمها من بعده الخليفة الثاني عمر بن الخطاب فلما استشهد على يد أبي لؤلؤة المجوسي احتفظت ابنته أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها بهذه الصحف.
5. وبعد أن تولى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب، اتسعت الفتوحات الإسلامية في مشارق الأرض وفي مغاربها وتفرق الصحابة في الأمصار والأقطار وكان أهل كل إقليم من أقاليم الإسلام يأخذ بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة.
وهنا اختلفت اللهجات بعض الشيء بسبب اختلاف لغة لهجة كل قُطر وبأ بعض الحفاظ يُخطئ بعضهم بعضا، وكادت تحدث فتنه بين المسلمين وجاء احد الصحابة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال له:" أدرك المسلمين في قراءاتهم فقد يؤدي ذلك إلى النزاع بينهم" وأحكمه فما كان من عثمان رضي الله عنه إلا أن جمع كبار الصحابة وتشاور معهم في الأمر فأجمعوا على كتابة مصحف إمام بلغة قريش وتولى هذه المهمة الجليلة: زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وغيرهم من ثقات الحفاظ وكبار الصحابة وكان عثمان رضي الله عنه قد أحضر الصحف التي كتبت في عهد أبي بكر والتي سلمها عمر بن الخطاب خلال خلافه لابنته حفصة، وسلم عثمان رضي الله عنه هذه الصحف إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه ومُعاونيه في كتابة المصحف، وبعد أن قام زيد بن ثابت رضي الله عنه ومن معه بكتابة المصحف الإمام على أدق وجه وأحكمه ، أمرهم عثمان بكتابة عدة مصاحف منه، وبعد أن تم ذلك، أرسل مصحفا إلى مصر وآخر إلى العراق وثالث إلى الشام...ثم أمر عثمان رضي الله عنه القُراء أن يُحفّظوا الناس القرآن بالطريقة التي كُتب المصحف الإمام بها. وكان لهذا العمل الجليل الذي قام به عثمان بن عفان رضي الله عنه أعظم الأثر في جمع القرآن وحفظه وكتابته بالطريقة التي أخذها الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون يزيدوا حرفاً أو يُنقصوا حرفاً.
وهكذا قيض لله تعالى لكتابه – إلى يوم القيامة – الحفظ والصون والرعاية ، وصدق –سبحانه- إذ يقول:" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" الحجر،9. | |
|
| |
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ الجمعة 01 أغسطس 2008, 00:09 | |
| أهم الأسباب التي ساعدت الصحابة على حفظ القرآن الكريم
1. شاهد الصحابة ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من حفظ القرآن ومن عمل بأوامره ونواهيه... فحملهم ذلك على أن يجعلوا كتاب الله في المحل الأول من عنايتهم فكانوا يتنافسون في استظهاره وحفظه ويتسابقون إلى مدارسته وفهمه ويتفاضلون فيما بينهم على مقدار ما يحفظون منه. ولقد كان الواحد منهم إذا شغل عن السماع من النبي صلى الله عليه وسلم كلف غيره أن يسمع منه ما يقرؤه من قرآن ثم يبلغه له.
2. وكانت هناك عوامل متعددة ساعدت على حفظ القرآن من أهمها ما يأتي:
(أ)القدوة الحسنة المتمثلة في رسولهم صلى الله عليه وسلم فهم يرونه شديد الحرص على القرآن فشجعهم ذلك على حفظه اقتداءاً به.
(ب)حبهم الصادق للقرآن الكريم حبا ملك عليهم مشاعرهم فجعلهم لا يحفلون بما سواه من فنون القول، وذلك بسبب ما تضمنه القرآن من تشريعات حكيمة ومن توجيهات سامية بأسلوب فاق كل بيان واخرس كل لسان واسكت كل معارض ومكابر.
(ت)إن الصحابة في مجموعهم كانوا أميين ومن شأن الأمي أن يكون اعتماده الأول على حافظته وذاكرته وفيما يهمه حفظه وتذكره لأنها وسيلته الوحيد لاستيعاب ما يريد استيعابه، ومن هنا اعتمد الصحابة على ذاكرتهم في حفظهم لكتاب الله والإحاطة بكل ما يتعلق به ومن المعروف أن العرب كانوا مضرب المثل في سرعة الحفظ فاستغلوا ذلك في حفظ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
(ث) إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رغب أصحابه – بل وجميع المسلمين في كل زمان ومكان- في حفظ القرآن وحذرهم من نسيانه ومن مظاهر ترغيبه لهم في حفظه أنه أخبرهم أن القرآن سيشفع لقارئه وحافظه يوم القيامة وأنه كن يفاضل بينهم في المنزلة بسبب حفظ القرآن... وأنه كان يبشر قارئه وحافظه بالثواب الجزيل والأجر العظيم من الله...وانه اخبرهم بان خير الناس من تعلم القرآن وعلمه لغيره...وأما تحذيره لهم من نسيانه وتركه فقد كان من مظاهره أن الرسول صلى الله عليه وسلم توعد من يفعل ذلك بسوء المصير.
روى أبو داود والترمذي عن أنس أن رسول صلى الله عليه وسلم "عرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أرى ذنبا أعظم من سورة من القران أُتيها الرجل ثم نسيها" والمراد من نسيانها هنا: تركها وهجرها، وأما النسيان الذي هو من طبيعة الإنسان فليس مقصودا هنا، وعلاج نسيان القرآن يكون بالمداومة على قراءته بإخلاص واجتهاد.
(ج) كذلك مما ساعد الصحابة على حفظ القرآن نزوله منجما(مفرقا) -كما سبق أن اشرنا- وقد كان الصحابة كلما نزلت آية أو آيات بادروا إلى حفظها بمجرد تبليغ الرسول لهم بها بل والى تحفيظها لغيرهم مما لم يشاهد هذا التبليغ- وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرسل الحفاظ من اصحباه إلى بعض الأماكن لنشر الإسلام وتحفيظ القرآن. هذه بعض العوامل والدوافع التي ساعدت الصحابة على حفظ القرآن و العمل بما فيه من توجيهات وأحكام.
3. وبعد أن لحق النبي صلى الله عليه وسلم بربه استمر المسلمون على وفائهم للقرآن، فحفظه التابعون عن الصحابة وحفظ أتباع التابعين عن التابعين... وهكذا تناقلته الإفراد والجماعات عن الجماعات بالمشافه والكتابة حتى وصل القرآن إلي مختلف البلدان على تعاقب الأزمان بدون اختلاف في آية من آياته بل ولا في كلمة من كلماته.
4.ولكن هل اكتفى علماء الإسلام بحفظهم للقرآن وبتحفيظهم إياه لغيرهم في مختلف العصور ولازمان؟
للإجابة عن هذا السؤال:إن علماء الإسلام لم يكتفوا بذلك وإنما سخروا ما أعطاهم الله من علم ومعرفة...لخدمة كتابه فعلماء النحو استخدموا علمهم لحمايتهم من اللحن والخطأ في النطق، وعلماء البلاغة استخدموا علمهم لإبراز ما اشتمل عليه من أسرار بلاغية... وعلماء الفقه استخدموا علمهم لاستنباط الأحكام منه... وعلماء العقيدة والفلسفة استخدموا علمهم للإقامة الأدلة على صحة تعالي الإسلام... وعلماء القراءات استخدموا علمهم لتجويد قراءته، وحسن ترتيله... وإن شئت أن ترى ذلك واضحا جليا فارجع الى ما كتبه العلماء في تفسيره. فأنت ترى بعضهم-كابن جرير الطبري- يهتم في الغالب بتفسير القرآن بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين ثم يرجح بين الروايات والأقوال.
وترى فريقا آخر كالزمخشري في تفسيره-الكشاف- يعني بالنواحي البلاغية في القرآن وإظهار جمال تشبيهاته .
وترى فريقا كابي حيان في تفسيره(البحر المحيط) يهتم بوجوه الإعراب والتوفيق بين منطوق الآية وبين مذهب النحاة. وترى فريقا رابعاً- منهم القرطبي في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن)- يهتم باستنباط الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية وبيان آراء الفقهاء.
وترى فريقا خامسا-على رأسهم الفخر الرازي- يعني في تفسيره بالدفاع عن العقيدة وإقامة الأدلة النقلية والعقلية على صحة تعاليم الإسلام وعلى بطلان شبهات الملحدين، ومن المفسرين من حاول الجمع بين هذه النواحي كلها كالإمام الآلوسي في تفسيره(روح المعاني).
وهكذا كل مسلم صادق في إسلامه سخر ما أعطاه الله تعالى من علم لخدمة القرآن الكريم الذي هو المعجزة العظمى للرسول صلى الله عليه وسلم. | |
|
| |
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| موضوع: رد: ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ الجمعة 01 أغسطس 2008, 00:12 | |
| آداب تلاوة القرآن الكريم
(أ) القرآن الكريم هو كتاب الله –تعالى- الذي جعله الخالق-عز وجل- خاتمة كتبه وأنزله هداية لجميع خلقه فيه الأحكام العادلة وفيه الأخلاق الفاضلة والوصايا النافعة والآداب الرفيعة. وقد جاءت النصوص من القرآن والسنة تحض المسلم على أن يكثر من قراءة القرآن الكريم، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ" {فاطر 29}
ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في فضل قراءة القرآن الكريم قوله صلى الله عليه وسلم :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
وفي حديث آخر:" اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفعاً لأصحابه"
وفي حديث ثالث:"يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها"
وفي حديث رابع:" من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول:الم حرف. ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ".
ومن الأحاديث الصحيحة التي حثت المسلم على الإكثار من قراءة القرآن حتى لا ينساه، قوله صلى الله عليه وسلم:" إنما مَثلُ صاحب القرآن -أي: حافظ القرآن-كمثل الإبل المعقّلة –أي كمثل الإبل التي ربطها صاحبها- إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت".
وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم:" تعاهدوا القرآن-أي بالقراءة- فوالدي نفس محمد بيده ، لهو أشد تفلتا من الإبل في عُقلها"
(ب) ولتلاوة القرآن الكريم آداب يستحب للمسلم والمسلمة المحافظة عليها، ومن أهمها:
1. أن يكون القارئ للقرآن الكريم على وضوء لأن قراءة القرآن من أفضل الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى خالقه، وهذا الوضوء إنما هو على سبيل الاستحباب ويجوز لمن هو على غير وضوء أن يقرأ القرآن الكريم.
2. كذلك يستحب لقارئ للقرآن الكريم أن يكون في مكان نظيف طاهر تكريماً للقرآن الكريم واحتراماً لمنزلته ومكانته فهو كلام الله-تعالى- الذي قال –سبحانه- في شأنه:" لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"{الحشر 21}.
3. أن يتحلى المسلم والمسلمة عند قراءة القرآن بالخشوع والسكينة والوقار لأنه لا يقرأ كلاماً هو من كلام المخلوقين وإنما يقرأ كلام الله الذي أنزله على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لكي يخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور التوحيد. قال تعالى:" كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" {إبراهيم 1}
4. أن يبدأ قراءته بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ثم بالبسملة بأن يُتبع الاستعاذة بقوله:" بسم الله الرحمن الرحيم" هكذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ونحن مُلزمون بالاقتداء به. قال تعالى:" فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ 98 إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 99 إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ 100" سورة النحل.
5. كذلك يستحب للمسلم أن تكون قراءته بأناة وهدوء وحسن ترتيل بأن يقرأ قراءة سليمة تتوافر فيها سلامة النطق من حيث الغُنَّة والمدُّ والإظهار والإخفاء والإدغام وغير ذلك من أحكام القراءة الصحيحة. قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ1 قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا2 نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا3 أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا4" سورة المزمل والمراد بالترتيل هنا: إعطاء الحروف والكلمات والالفاظ حقها من المد والإدغام وغير ذلك من أحكام التجويد.
6. أن يتدبر المسلم أو المسلمة ما يقرأ: لأن هذا التدبر والاتعاظ والاعتبار هو المقصود الأعظم من القراءة وذلك بأن يشغل قلبه بالتفكير في معنى ما يقرأ يتجاوب مع كل آية بمشاعره وعواطفه وعقله. قال تعالى:" كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ" {ص 29} وكان صلى الله عليه وسلم عند قراءته للقرآن الكريم إذا قرأ آية فيها استغفار استغفر، و إذا قرأ آية فيها تسبيح سبح، إذا قرأ آية فيها دعاء دعا.
7. أن يتأثر بآيات القرآن وعداً ووعيداً فهذا شأن المؤمنين الصادقين كما قال تعالى:" قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً 107 َيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً 108 " {الإسراء}
وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا عبد الله اسمعني شيئاً من كتاب الله تعالى. فقلت له: يا رسول الله أأقرأ عليك الكتاب وعليك أنزل؟ قال: نعم إني أحب أن اسمعه من غيري" فقرأت عليه آيات من سورة النساء إلى أن بلغت قول الله تعالى:" فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً" { النساء 41} فقال صلى الله عليه وسلم : كفى يا عبد الله. فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان بالدموع-أي تسيلان الدموع-.
8. أن يعمل المسلم على أن يُحسّن صوته بالقراءة ولكن بدون خروج عن أصول فن التجويد وبدون إخراج الحروف أو الألفاظ أو الكلمات عن مخارجها الصحيحة وبدون تطريب أو تَصنّع يتنافى مع الوقار والأدب الذي يجب أن يتحلى به قارئ القرآن وسامعه.
ففي الحديث الشريف :" زينوا القرآن بأصواتكم"
وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استمع إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وهو يقرئ لقرآن بصوت حسن جميل ، فقال له:" لقد أتيت مزمار من مزامير داود –أي: لقد أعطاك الله تعالى صوتا حسنا في قراءة القرآن الكريم- فقال له أبو موسى: يا رسول الله لو اعلم انك تستمع إليّ لحبرته لك تحبيرا"
ولقد كان من الأسباب التي حملت بعض الناس على الدخول في الإسلام استماعهم إلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يقرأ القرآن بصوت مؤثر جميل مما دعا بعض زعماء المشركين أن يمنع الرجال والنساء عن الاستماع إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه . وقد حكى القرآن ذلك في قوله عز وجل:" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" {فصلت26}
هذا وتعليم القرآن فرض كفاية وحفظه واجب على الأمة فإذا قام به البعض سقط عن الباقين، وإذا قصّروا جميعاً في تعلم القرآن وفي تعليمه وفي حفظه أثموا جميعاً.
وفي الحديث الصحيح:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
وقد اختلف العلماء في جواز أخذ الأجرة على تَعليِم القرآن وتحفيظه لغيرهم ورجح المحققون منهم الجواز لما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله تعالى" وفي الوقت ذاته اتفق العلماء على أن عدم أخذ الأجرة على تَعليِم القرآن وتحفيظه هو الأولى والأفضل لأن هذا خُلُق الأنبياء كما قال تعالى:" قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ"{ ص 86} | |
|
| |
| ~\\ علـوم القرآن الكريـم //~ | |
|