rose باسمك يا رحيم أحيا
عدد الرسائل : 66 تاريخ التسجيل : 25/06/2008
| موضوع: بلال بن رباح - الساخر من الأهوال السبت 12 يوليو 2008, 13:13 | |
| كان “عمر بن الخطاب” إذا ذكر “أبو بكر” قال: “أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا”.. يعني “بلالاً”... وإن رجلاً يلقبه عمر ب”سيدنا” لهو رجل عظيم ومحفوظ.
لكن هذا الرجل شديد السمرة، المحيف الناحل، مفرط الطول، كث الشعر، خفيف العارضين -كما وصفه الرواة- لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه، وتغدق عليه، إلا ويحني رأسه ويغض طرفه، ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل: “إنما أنا حبشي... كنت بالأمس عبداً”..!!
فمن هذا الحبشي الذي كان بالأمس عبداً..؟؟
إنه “بلال بن رباح” مؤذن الإسلام، ومزعج الأصنام..
يكنى أبا عبدالله، وقال بعضهم: يكنى أبا عمرو، ولا يعرف التاريخ شيئاً عن أبيه أو أمه، ولكنه يسجل نتفاً عن أخيه خالد بن رباح وأخته غفيرة.
كان عبداً لأمية بن خلف أحد صناديد قريش في الجاهلية ورأس الكفر في صدر الإسلام.
ولقد سمع بلال بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ووعى قلبه وعقله كلام الله الذي نزل به جبريل على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، فآمن بالواحد الأحد وترك عبادة الأصنام التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
وهو الأمر الذي جعل أمية بن خلف يفقد عقله ويتجرد من آدميته ويتحول إلى وحش ضار، ويتناول بلالاً إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له: “لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول بلال -وهو في ذلك البلاء- أحد أحد”.
إن كثيرين من علية البشر، وذوي الجاه والنفوذ والثروة فيهم، لم يظفروا بمعشار الخلود الذي ظفر به “بلال” العبد الحبشي..!! بل إن كثيرين من أبطال التاريخ لم ينالوا من الشهرة التاريخية بعض الذي ناله بلال..
إن سواد بشرته، وتواضع حسبه ونسبه، وهوانه على الناس كعبد رقيق، لم يحرمه حين آثر الإسلام ديناً، من أن يتبوأ المكان الرفيع الذي يؤهله له صدقه، ويقينه، وطهره، وتفانيه..
فلقد كان الناس يظنون، أن عبداً مثل بلال، ينتمي إلى أصول غريبة، ليس له أهل، ولا حول، لا يملك من حياته شيئاً، فهو ملك لسيده الذي اشتراه بماله، يروح ويغدو وسط شويهات سيده وإبله وماشيته.
كانوا يظنون أن مثل هذا الكائن، لا يمكن أن يقدر على شيء ولا أن يكون شيئاً..
ثم إذا هو يخلف الظنون جميعاً، فيقدر على إيمان، هيهات أن يقدر على مثله سواه.. ثم يكون أول مؤذن للرسول وللإسلام، العمل الذي كان يتمناه لنفسه كل سادة قريش وعظمائها من الذين أسلموا واتبعوا الرسول..!!
أجل.. “بلال بن رباح”!
أية بطولة.. وأية عظمة تعبر عنها هذه الكلمات الثلاث: بلال بن رباح؟!
لقد بدأت أنباء “محمد” تنادي سمعه، حين أخذ الناس في مكة يتناقلونها، وحين كان يصغي إلى أحاديث سادته وأضيافهم، سيما “أمية بن خلف” أحد شيوخ “بني جمح” القبيلة التي كان “بلال” أحد عبيدها.
وكانت أذن بلال تلتقط من بين كلمات الغيظ المجنون، الصفات التي تصور له هذا الدين الجديد، وكان يحس أنها صفات جديدة على هذه البيئة التي يعيش فيها، كما كانت أذنه تلتقط -من خلال أحاديثهم الرعدة المتوعدة- اعترافهم بشرف محمد وصدقه وأمانته!!
ولكأنما جعله الله للناس مثلاً على أن سواد البشرة وعبودية الرقبة لا ينالان من عظمة الروح إذا وجدت إيمانها، واعتصمت ببارئها، وتشبثت بحقها.
درس بليغ
لقد أعطى “بلال” درساً بليغاً للذين في زمانه، وفي كل زمان، للذين على دينه، وعلى كل دين، درساً فحواه أن حرية الضمير وسيادته لا يباعان بملء الأرض ذهباً، ولا بمثلها عذاباً.
لقد وضع عرياناً فوق الجمر، على أن يزيغ عن دينه، أو يزيف اقتناعه فأبى.
لقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم، والإسلام، من هذا العبد الحبشي المستضعف أستاذاً للبشرية كلها في فن احترام الضمير، والدفاع عن حريته وسيادته.
لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها إلى جهنم قاتلة، فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عريان، ثم يأتون بحجر مستعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال، ويلقون به فوق جسده.
ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، حتى رقت لبلال من هول عذابه بعض قلوب جلاديه، فرضوا آخر الأمر أن يخلوا سبيله، على أن يذكر آلهتهم بخير ولو بكلمة واحدة لا غير تحفظ لهم كبرياءهم، ولا تتحدث قريش أنهم انهزموا صاغرين أمام صمود عبدهم وإصراره.
ولكن حتى هذه الكلمة الواحدة التي يستطيع أن يلقيها من وراء قلبه، ويشتري بها حياته ونفسه، دون أن يفقد إيمانه، ويتخلى عن اقتناعه.
حتى هذه الكلمة الواحدة العابرة رفض “بلال” أن يقولها! نعم، لقد رفض أن يقولها، وصار يردد مكانها نشيده الخالد: “أحد.. أحد”.
ويذهب إليهم أبو بكر الصديق وهم يعذبونه، ويصيح بهم: “أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله”؟ ثم يصيح في أمية بن خلف: خذ أكثر من ثمنه واتركه حراً. وكأنما كان أمية يغرق وأدركه زورق النجاة.
لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره إذ كان اليأس من تطويع بلال قد بلغ في نفوسهم أشده، ولأنهم كانوا من التجار، فقد أدركوا أن بيعه أربح لهم من موته. باعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره، وأخذ “بلال” مكانه بين الرجال الأحرار. | |
|
فاتن شمـــ داعيه ـــوخ
عدد الرسائل : 180 تاريخ التسجيل : 25/06/2008
| موضوع: رد: بلال بن رباح - الساخر من الأهوال الأحد 13 يوليو 2008, 00:43 | |
| جزاكِ الله كل خير ياحبيبتي "بلال بن رباح "بطل من أبطال الإسلام شكراً على موضوعك الجميل | |
|
Smile الاداره
عدد الرسائل : 245 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
| |
rose باسمك يا رحيم أحيا
عدد الرسائل : 66 تاريخ التسجيل : 25/06/2008
| موضوع: رد: بلال بن رباح - الساخر من الأهوال السبت 19 يوليو 2008, 14:43 | |
| فتونة
سرسورة
تسلموا اخواتي ربنا يكرمكم | |
|